"الخصوص"..!
الأربعاء 16- 9 - 2020
"الخصوص" كانت قرية هادئة مطمئنة، مثل آلاف القرى المصرية، إلا أنها تحولت إلى كتلة عشوائية ضخمة، لقربها من مدينة القاهرة، مثل شبرا الخيمة (حى شرق وغرب).
هذه القرية، التى كانت هادئة، ولا يسكنها إلا عائلاتها فقط، تحولت إلى "حاضنة" لكل الفارين من غلاء القاهرة، وزحامها، والمهاجرين، من الوجهين القبلى والبحرى، ليكونوا قريبين من أعمالهم فى القاهرة، والمدن الجديدة.
كانت قرية "الخصوص" تحتوى على آلاف الأفدنة الزراعية، التى تتم زراعتها بكل أنواع الخضر والفاكهة، ونتيجة الزحف السكانى عليها، أصبحت المساحات المزروعة شبه نادرة، مثلما ظهر فى الصور، التى عرضها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يوم السبت الماضى، فى مؤتمر بنها.
نتيجة التضخم السكانى بقرية الخصوص، تقرر تحويلها إلى مدينة، لتحسين الخدمات المقدمة إلى سكانها، غير أن المحليات فشلت فى ملاحقة الزيادة السكانية الرهيبة، والسيطرة على النمو العمرانى بها.
أبراج وعمارات شاهقة أقيمت فى شوارع ضيقة، وتكاد تكون متلاصقة، مما يحرم سكان هذه العمارات الشاهقة من الحياة الصحية الملائمة.
الأخطر هو صعوبة وصول خدمتى المطافئ والإسعاف إلى هذه الشوارع، وفشل الحكومة فى إيصال خدمات للسكان، مثل الغاز الطبيعى، بسبب ضيق شوارعها.
تحتاج الخصوص إلى مدارس، ومستشفيات، ومراكز شباب، أكثر مما يوجد فيها، لكن لا توجد أراضٍ تكفى لإقامة هذه الخدمات.
الخصوص ليست وحدها فى هذه المعضلة، لكنها النموذج الأكثر "فجاجة" فى ملف التعديات والعشوائيات، لذلك كان تركيز الدكتور مصطفى مدبولى عليها، لتعريف كل مواطنى مصر بجهود الحكومة، التى تستهدف مصلحة المواطن أولا وقبل كل شىء.
وللحديث بقية